كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

فبدأ بذكر نعمة اللَّه عَلَى خلقه [عند خلقه] [1] إياهم، وتوكله [2] بتدبير أمورهم، وتقدير أقواتهم ومعايشهم، ثم أعلم الناس بما ابتلوا به من ضياع أمورهم، وإمحاء دينهم، وفساد حالهم فِي أولادهم ومعايشهم، وأعلمهم أنه ناظر فيما يصلح ذلك ويحسمه.
[ثم أمر] [3] برءوس المزدكية فضربت أعناقهم، وإبطال ملة زرادشت التي كان ابتدعها فِي المجوسية فِي زمان بشتاسب، وقد سبق ذكر ذلك كله [4] ، وكان ممن دعا الناس [5] إليها مزدك [6] .
ولما ولي أنوشروان دخل عَلَيْهِ مزدك [7] والمنذر بْن ماء السماء فقال أنوشروان:
قد كنت أتمنى أن أملك فأستعمل هَذَا الرجل الشريف، وأتمنى أن أقتل هَؤُلاءِ الزنادقة، فَقَالَ مزدك: أو تستطيع أن تقتل الناس جميعا؟ فقال: وإنك هاهنا يا ابن الزانية، والله ما ذهب نتن ريح جوربك من أنفي منذ [8] قبلت رجلك إِلَى يومي هَذَا. وأمر بقتله وصلبه [9] .
وقتل من الزنادقة ما بين جازر إِلَى النهروان وإلى المدائن فِي ضحوة واحدة مائة ألف زنديق وصلبهم [10] ، وقسمت أموالهم فِي أهل الحاجة. وقتل جماعة ممن دخل عَلَى الناس فِي أموالهم، ورد الأموال إِلَى أهلها، وأمر بكل مولود اختلف فيه/ عنده أن يلحق بمن هو [11] منهم، إذا لم يعرف أبوه، وأن يعطى نصيبا من مال الرجل الّذي
__________
[1] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[2] في ت: «وتوكلهم» .
[3] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[4] في ت: «وقد سبق بيانه ذلك، وكان» .
[5] «الناس» سقطت من ت.
[6] انظر الطبري 2/ 101.
[7] «ولما ولي أنوشروان دخل عليه مزدك» سقطت من ت.
[8] في الأصل: «منذ يوم قبلت» .
[9] في ت: «وأمر بقتله فقتل وصلب» وانظر الخبر في الكامل 1/ 336.
[10] الكامل 1/ 337.
[11] في الأصل: «من هوى» .

الصفحة 109