كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
أن ملك اليمن لم يزل متصلا لا يطمح [1] فيه طامح حَتَّى ظهرت الحبشة عَلَى بلادهم في زمن أنوشروان.
قَالَ هشام بْن مُحَمَّد: وكان سبب ظهورهم أن ذا نواس الحميري ملك اليمن فِي ذلك الزمان كَانَ يهوديا، فتقدم عَلَيْهِ [2] يهودي [من أهل نجران] [3] يقال له: دوس [4] من أهل نجران [5] فأخبره أن أهل نَجْران قتلوا له بنتين [6] ظلما، فاستنصره عليهم- وأهل نجران نصارى- فحمى ذو نواس اليهودية، فغزا أهل نجران فأكثر فيهم القتل، فخرج رجل من أهل نجران حَتَّى قدم [7] عَلَى ملك الحبشة فأعلمه بما نكبوا [8] به، وأتاه بالإنجيل قد أحرق النار بعضه [9] ، فَقَالَ له: الرجال عندي كثير وليس عندي سفن، وأنا كاتب إِلَى قيصر فِي البعثة إلي بسفن أحمل فيه الرجال: فكتب إِلَى قيصر فِي ذلك، وبعث إليه بالإنجيل المحرق [10] ، فبعث له قيصر [11] بسفن كثيرة، فبعث معه صاحب الحبشة سبعين ألفا من الحبشة وأمر عليهم رجلا من الحبشة يقال له: أرياط [12] ، وعهد إليه: إن أنت ظهرت عليهم فاقتل ثلث رجالهم، وأخرب ثلث بلادهم، واسب ثلث نسائهم وأبنائهم، فخرج أرياط ومعه جنوده وَفِي جنوده أبرهة الأشرم، فركب البحر [13] ، وسمع بهم ذو نواس، فجمع إليه حمير ومن أطاعه ومن قبائل اليمن فتناوشوا، ثم انهزم ذو
__________
[1] في ت: «لم يطمع» .
[2] «عليه» . سقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «ذو نواس» .
[5] «من أهل نجران» سقط من ت.
[6] في ت: «قتلوا ابنين ظلما» .
[7] في الأصل: «حتى قام» .
[8] في ت: «بما ركبوه» .
[9] في ت: «قد أحرق بعضها» .
[10] في ت: «المحترق» .
[11] في ت: «فبعث إليه قيصر بسفن» .
[12] في الأصل: «أبرهة» خطأ والتصحيح من ت، الطبري 2/ 125.
[13] في الأصل: «فخرج أبرهة، ومعه جنوده فركب البحر» .