كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
فقال: لا تدخل امرأة باليمن عَلَى زوجها حَتَّى يبدأ بي. قَالَ: لك ذلك. فغبر [1] بذلك زمانا، ثم إن أهل اليمن عدوا عَلَيْهِ فقتلوه. فَقَالَ أبرهة: قد آن لكم أن تكونوا أحرارا [2] .
فبلغ النجاشي قتل أرياط، فآلى ألا ينتهي حَتَّى يريق دم أبرهة ويطأ بلاده، وبلغ أبرهة آليته، فكتب إليه [3] : أيها الملك، إنما كان أرياط عَبْدك، وأنا عَبْدك، قد هم علي [4] يريد توهين ملكك، وقتل جندك، فسألته أن يكف عَنْ قتالي، إِلَى أن أوجه إليك رسولا، فإن أمرته [5] بالكف عني وإلا سلمت إليه جميع ما أنا فيه، فأبى إلا أن يحاربني [6] ، فحاربته، فظهرت عَلَيْهِ، وإنما سلطاني لك، وقد بلغني أنك حلفت [7] ألا تنتهي حَتَّى تريق دمي، وتطأ بلادي، وقد بعثت إليك بقارورة من دمي وجراب من تراب بلادي، وَفِي ذلك خروجك من يمينك [8] ، فاستتم أيها الملك عندي يدك، فإنما أنا عَبْدك/، وعزي عزك، فرضي عنه النجاشي، وأقره عَلَى عمله [9]
. فصل
قَالَ علماء السير [10] لما رضي النجاشي عَنْ أبرهة بنى أبرهة كنيسة لم ير مثلها فِي زمانها [11] ، بناها بالرخام الأبيض والأحمر والأصفر والأسود، وحلاها بالذهب والفضة، وحفها بالجوهر، وجعل فيها ياقوتة حمراء عظيمة، وأوقد فيها المندل، ولطخ
__________
[1] في ت: «فنجز» .
[2] تاريخ الطبري 2/ 125، 127، 128.
[3] «إليه» سقطت من ت.
[4] في الطبري 2/ 128: «قدم عليّ» .
[5] في الأصل: «أمرت» .
[6] في ت والطبري: «إلا محاربتي» .
[7] في ت: «بلغني أنك لا تنتهي» .
[8] في ت: «عن يمينك» .
[9] تاريخ الطبري 2/ 128.
[10] بياض في ت مكان: «فصل. قال علماء السير» .
[11] في ت: «في زمانها على عملها» .