كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
وولى أبرهة هاربا بمن [1] معه، فجعل [2] أبرهة، يسقط [3] عضوا عضوا [4]
. فصل
[5] قَالَ علماء السير: لما هلك أبرهة ملك النصرانية فِي الحبشة ابنه يكسوم، فذلت حمير وقبائل اليمن [6] ، ووطئتهم الحبشة، ثم هلك يكسوم، وملك أخوه مسروق بْن أبرهة، فلما طال البلاء عَلَى أهل اليمن- وكان ملك الحبشة باليمن فيما بين أن دخلها أرياط إِلَى أن قتلت الفرس مسروقا، وأخرجوا الحبشة من اليمن اثنتين وسبعين سنة، توارث ذلك منهم أربعة ملوك: أرياط، ثم أبرهة، ثم يكسوم، ثم مسروق- خرج [7] سيف بْن ذي يزن الحميري، وكان يزن يكني: أَبَا مرة [8] ، حَتَّى قدم عَلَى قيصر ملك الروم، فشكا إليه ما هم فيه، وطلب إليه أن يخرجهم عنه، ويليهم هو، ويبعث إليهم من شاء من [9] الروم، ويكون له ملك اليمن، فلم يشكه، ولم يجد عنده شيئا مما يريد، فخرج حَتَّى قدم الحيرة عَلَى النعمان بْن المنذر- وهو عامل كسرى عَلَى الحيرة وما يليها من أرض العراق- فشكا إليه ما هم فيه من البلاء والذلّ، فقال له النعمان: إن لي عَلَى كسرى وفادة [فِي] [10] كل عام، فأقم [عندي] [11] حَتَّى أخرج بك معي. فأقام عنده حَتَّى خرج به إِلَى كسرى، فلما قدم النعمان عَلَى كسرى وفرغ من حاجته، ذكر له سيف بن
__________
[1] «هاربا» سقطت من ت.
[2] في الأصل: «فحمل» .
[3] في الأصل: «فسقط» .
[4] تاريخ الطبري 2/ 137، 138.
[5] بياض في ت مكان: «فصل» .
[6] في الأصل: «قبائل العرب» .
[7] في الأصل، ت: «فخرج» .
[8] في ت: «وكان اسمه: زيد ويكنّى أبا مرة» .
[9] في الأصل: «إلى الروم» .
[10] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت وأثبتناه من الطبري 2/ 139.
[11] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.