كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي [اللَّهُ] [1] عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ آمَنْتَ بِهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ، فَآمَنَ فَدَعَا اللَّهَ [لَهُ] [2] عَزَّ وَجَلَّ فَشَفَاهُ، ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: يَا فُلانُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: رَبِّي، قَالَ: أَنَا، قَالَ: لا، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ قَالَ: أو لك رب غيري قال: نعم، قال: فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبَهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلامِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَهَذِهِ الأَدْوَاءِ، قَالَ: مَا أَنَا أَشْفِي أَحَدًا، مَا يَشْفِي إِلا اللَّهُ، قَالَ: أَنَا. قَالَ: لا، قَالَ: أو لك رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ:
نَعَمْ [3] ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ، فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالْعَذَابِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَأَتَى الرَّاهِبَ [4] ، فَقَالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرَقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، وَقَالَ لِلأَعْمَى: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرَقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ فِي الأَرْضِ، فَقَالَ لِلْغُلامِ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ لَهُمْ: إِذَا بَلَغْتُمْ ذِرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَدَهْدِهُوهُ مِنْ فَوْقِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَلَمَّا عَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ قَالَ: اكْفِنِيهِمُ اللَّهمّ بِمَا شِئْتَ [5] ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلَ فَدُهْدِهُوا أَجْمَعُونَ، وَجَاءَ الْغُلامُ يَتَلَمَّسُ [6] حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟
قَالَ [7] : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ فِي قُرْقُورٍ، وَقَالَ: إِذَا بَلَغْتُمْ [8] أَوْ قَالَ:
[إِذَا] [9] لَجَجْتُمْ بِهِ [فِي] [10] الْبَحْرِ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَأَغْرِقُوهُ. فَلَجَّجُوا بِهِ الْبَحْرَ، فَقَالَ الْغُلامُ: اللَّهمّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَغَرِقُوا أَجْمَعُونَ، وجاء الغلام يتلمس [11]
__________
[1] سقط من الأصل ما بين المعقوفتين.
[2] سقط من الأصل ما بين المعقوفتين.
[3] «قال: فلم يزل يعذبه حتى دل ... قال: نعم» ساقط من ت.
[4] «فأتى الراهب» سقط من ت.
[5] في ت: «اللَّهمّ اكفنيهم بما شئت» .
[6] «يلتمس» سقطت من ت.
[7] «قال» سقطت من ت.
[8] «بلغتم» سقطت من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[10] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[11] «يتلمس» سقطت من ت.
الصفحة 155