كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَقَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ، فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ [1] قَتَلْتَنِي، وَإِلا فَإِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي [قَالَ: وَمَا هُوَ؟] [2] قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ [3] ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ وَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلامِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي، فَفَعَلَ وَوَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ ثُمَّ رَمَاهُ، وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلامِ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صَدْغِهِ فَوَضَعَ الْغُلامُ يَدَهُ عَلَى صَدْغِهِ وَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ، فَقِيلَ لِلْمَلِكِ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ، فَقَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ [4] كُلُّهُمْ، فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدِّدَتْ فِيهَا الأَخَادِيدُ وأضرمت فيه النِّيرَانُ، وَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ، وَإِلا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا قَالَ: فَكَانُوا يَتَعَادُّونَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ، فَكَأَنَّهَا أَبْقَيَتْ، فَتَقَاعَسَتْ أَنْ يَقَعَ فِي النَّارِ، فَقَالَ الصَّبِيُّ: يَا أُمَّاهُ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ
[5] .
منهم: جريج العابد
[6] :
أَخْبَرَنَا الْحُصَيْنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [7] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
«لم يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلا ثَلاثَةٌ: عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ قَالَ: وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ [عَابِدٌ] [8] يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ، فَابْتَنَى صَوْمَعَةً فَتَعَبَّدَ فِيهَا، قَالَ [9] : فَذكر بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا عِبَادَةَ
__________
[1] «فإن أنت فعلت ما آمرك» سقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[3] «واحد» سقط من ت.
[4] «الناس» سقطت من ت.
[5] أخرجه الإمام أحمد في المسند 6/ 17. ومسلم في صحيحه- مع اختلاف- كتاب الزهد باب 17 برقم 73، وابن كثير في البداية والنهاية 2/ 129.
[6] بياض في ت مكان: «منهم جريح العابد» .
[7] حذف السند من ت وكتب بدلا منه: «أخبرنا ابن الحصين بإسناده إلى أبي هريرة» .
[8] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[9] «قال» سقطت من ت.

الصفحة 156