كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ: مَا تُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ أَنْ تَحْضُرَ لِقَوْمِكَ عِيدًا، وَلا تُكَثِّرَ لَهُمْ جَمْعًا [1] . قَالَتْ:
فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُمْ، فَغَابَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا مَرْعُوبًا فَقَالَتْ لَهُ عَمَّاتُهُ [2] : مَا دَهَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ. فَقُلْنَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَبْتَلِيَكَ بِالشَّيْطَانِ وَفِيكَ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ مَا فِيكَ [فَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟] [3] قَالَ: إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ بِي: وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ، لا تَمَسَّهُ! قَالَتْ فَمَا عاد إلى عيد لهم [4] حتى تنبأ صلى الله عليه وسلم [5]
. ومن الحوادث: هلاك حاتم الطائي [6]
وهو: حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس، وأمه: غنية بنت عفيف، من طيِّئ، ويكنى: أبا سفانة، وهي ابنته، وأبا عدي.
وسفانة هي التي أتت رسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فقالت: هلك الوالد ومات الوافد [7] .
وكان شاعرا جوادا، إذا سئل أعطى [8] ووهب، وإذا غنم انهب، ومر فِي سفر له عَلَى عيره وفيهم أسير، فاستغاث به وما حضره فكاكه. فَقَالَ: أسأت إلي حين [9] فوهت باسمي، وما أنا ببلاد قومي، وليس [10] عندي ما أفديك به. ثم اشتراه وخلاه، وأقام مكانه في القيد [11] حتى أتي بفدائه.
__________
[1] «جمعا» سقطت من ت.
[2] في الأصل، ت: «فقلن عماته» . وما أثبتناه من ابن سعد.
[3] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «لنا» .
[5] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 158.
[6] بياض مكان: «ومن الحوادث: هلاك حاتم الطائي» . وذلك في النسخة ت.
[7] في ت: «وغاب الوافد» .
[8] «أعطى» سقطت من ت.
[9] «حين» سقطت من ت.
[10] في ت: «وما» .
[11] في الأصل: «في القد» .