كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

ينظر فلا يرى الغمامة عَلَى أحد من القوم، ويراها متخلفة عَلَى رأس [الشجرة عَلَى] [1] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحيرا: يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم [2] عَنْ طعامي.
قالوا: ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنا فِي رحالهم. فَقَالَ: ادعوه فليحضر طعامي، فما أقبح أن تحضروا طعامي ويتخلف رجل واحد، مع أني أراه من أنفسكم.
فَقَالَ القوم: هو أوسطنا نسبا، وهو ابن أخي هَذَا الرجل- يعنون أبا طالب- وهو من ولد عَبْد المطلب.
فَقَالَ [الحارث بْن عَبْد المطلب:] [3] والله إن كان بنا للوم أن يتخلف ابن عَبْد المطلب من [4] بيننا ثُمَّ قام إليه واحتضنه وأقبل به حَتَّى أجلسه عَلَى الطعام، والغمامة تسير عَلَى رأسه، وجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا، وينظر إِلَى أشياء فِي جسده قد كان [5] يجدها عنده من صفته، فلما تفرقوا عَنْ طعامهم قام إليه الراهب فَقَالَ: يا غلام أسألك بحق اللات والعزى ألا أخبرتني عما أسألك؟
فَقَالَ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تسألني باللات والعزّى، فو الله ما أبغضت شيئا بغضهما» .
قَالَ: فباللَّه ألا أخبرتني عما أسألك عنه؟ قَالَ: سلني عما بدا لك. فجعل يسأله [عَنْ أشياء] [6] من حاله حتى نومه، فجعل رسول الله يخبره فيوافق ذلك ما عنده، ثم
__________
[1] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[2] في ت: «لا يتخلفن منكم أحدا» .
[3] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[4] في ت: «أن يتخلف عنا ابن عبد المطلب» .
[5] في ت: «وينظر من جسده شيئا كان» .
[6] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.

الصفحة 294