كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
[وأنفذهم رأيا] [1] وأبعدهم غورا، وبلغ من النجدة والظفر، وجمع الأموال ما لم يتهيأ لملك أكثر منه، ولذلك سمي أبرويز، وتفسيره بالعربية: «المظفر» .
واجتمع له تسعمائة وخمسون [2] فيلا واتري الذكورة عَلَى الإناث، ووضعت عنده فيلة وهي لا تتلاقح بالعراق، فكان أحد الناس قامة وأبرعهم جمالا لا يحمله إلا فيل، وكان قد استوحش من أبيه هرمز، وخاف [3] فهرب إِلَى أذربيجان، فبايعه جماعة ممن كان هناك، ثم وثب قوم على أبيه هرمز فسملوه، فقدم أبرويز، فتولى وتوج بتاج الملك وجلس عَلَى سريره وَقَالَ: إن ملتنا إيثار [4] البر، ومن رأينا أن نعمل بالخير [5] ، وأن جدنا كسرى بْن قباذ كان لكم بمنزلة الوالد، وأن هرمز أبانا [6] كان قاضيا عادلا، فعليكم [7] بلزوم السمع والطاعة.
فلما كان فِي اليوم الثالث أتى أباه فسجد له، وَقَالَ: عمرك اللَّه أيها الملك! إنك تعلم أني بريء مما أتى إليك [8] المنافقون، وأني إنما تواريت ولحقت بأذربيجان خوفا من إقدامك عَلَى قتلي. فصدقه هرمز، وَقَالَ له: إن لي [إليك] [9] يا بني حاجتين:
إحداهما: أن تنتقم لي ممن عاون عَلَى خلعي والسمل لعيني، ولا تأخذك فيهم رأفة، والأخرى: أن تؤنسني كل يوم بثلاثة نفر لهم إصابة رأي، [وتأذن لهم] [10] فِي الدخول علي [11] فتواضع له أبرويز وقال: عمّرك الله أيها الملك، إن المارق بهرام قد أظلنا ومعه
__________
[1] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[2] في ت: «وعشرون» .
[3] «وخاف» سقطت من ت.
[4] في ت: «إن ملتنا إتيان البر» .
[5] في ت: «أن العمل بالحسنى» .
وفي الطبري: «أن العمل بالخير» .
[6] في ت: «وأن أبا هرمز» .
[7] «فعليكم» سقطت من ت.
[8] «بريء مما أتى» سقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[10] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[11] في ت: «عليك» .