كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
كسرى عَلَى ذلك [1] شهرا، والنعمان يتوقع ويستعد، حَتَّى أتاه كتاب كسرى أن أقبل فللملك إليك حاجة، فحمل سلاحه وما قدر عَلَيْهِ [2] ، فلحق بجبل طيِّئ فأبت طيِّئ أن تمنعه، وَقَالُوا: لا حاجة لنا بمعاداة كسرى ولم يقبله غير بني رواحة بْن عبس، فنزل بطن ذي قار، ثم رأى أنه لا طاقة لَهُ بكسرى فرحل إليه، فلما بلغ كسرى مجيئه قَالَ: اجعلوا عَلَى طريقة ألف [3] جارية عذراء فِي قمص رقاق وغيبوا عنهن الناس إلا الخصيان، فأقبل ينظر إليهن حَتَّى وقف بين يدي كسرى وبينهما ستر [رقيق] [4] فَقَالَ: إن الذي بلغك عني [5] باطل: فَقَالَ كسرى، حسبي ما سمع به [6] الناس.
ثم أمر به فقيد وبعث إِلَى خانقين، فلم يزل فِي السجن حَتَّى وقع طاعون فمات به [7] .
وقيل: بل رماه بين يدي الفيلة فداسته [حَتَّى هلك] [8] .
فَقَالَ الشاعر فيه:
لهفي عَلَى النعمان من هالك ... لم نستطع تعداد ما فيه
لم تبكه هند ولا أختها ... حرقة واستعجم ناعيه
بين فيول الهند يخبطنه ... مختبطا تدني نواحيه
[9] وَرَوَى عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحميد الدمشقي قَالَ [10] : كان للنعمان بْن المنذر يومان [11] : يوم بؤس ويوم كرم، وكان لا يأخذ أحدا يوم بؤسه إلا قتله، فأتي برجل يوم
__________
[1] «على ذلك» سقطت من ت.
[2] في ت: «ما قوي» .
[3] في ت: «ألفين» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] «عين» سقط من ت.
[6] «به» سقط من ت.
[7] تاريخ الطبري 2/ 193- 212.
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] هذا البيت سقط من ت.
[10] في ت كتب في هذا الموضع الخبر الّذي سيأتي بعد هذا الخبر.
[11] «يومان» سقط من ت.