كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

الْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ اشْتَرَطْتُ عَلَيْهِمْ أَنِّي مُعَذِّبُ مَنْ كَفَرَ مِنْهُمْ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ.
فَمَسَخَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُمْ ثَلاثَةً وَثَلاثِينَ [1] خَنَازِيرَ مِنْ لَيْلَتِهِمْ، فَأَصْبَحُوا يَأْكُلُونَ مَا فِي الْحُشُوشِ وَيَأْتُونَ إِلَى عِيسَى [عَلَيْهِ السَّلامُ] [2] فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَأَعْيُنُهُمْ تَسِيلُ دَمْعًا، فَيَقُولُ عِيسَى: يَا فُلانُ يَا فُلانُ، قَدْ كُنْتُ أُخَوِّفُكُمْ عَذَابَ اللَّهِ وَعُقُوبَتَهُ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُمِيتَهُمْ، فَأَمَاتَهُمْ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ [3]
. سبب رفع عِيسَى عَلَيْهِ السلام إِلَى السماء
[4] قَالَ وهب بْن منبه: أتى عِيسَى عَلَيْهِ السلام ومعه سبعة عشر من الحواريين فِي بيت فأحاطوا بهم، فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السلام: من يشتري نفسه منكم بالجنة؟ فَقَالَ رجل: أنا، فأخذوه فقتلوه.
وَرَوَى سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلُ مَكَانِي وَيَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي؟ فَقَامَ شَابٌّ فَقَالَ: أَنَا. فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُهُ وَرُفِعَ عِيسَى، فَقَتَلُوهُ.
قَالَ بعض العلماء: واسم هَذَا الرجل يشوع [5] بْن قديرا.
وَرَوَى أَبُو صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ دَخَلَ خَوْخَةً، فَدَخَلَ وَرَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى، فَقَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ.
قَالَ وهب: رفع اللَّه عِيسَى عَلَيْهِ السلام لثلاث ساعات من النهار، وكساه اللَّه الريش، وألبسه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب، فأصبح ملكيا إنسيا، سمائيا أرضيا.
__________
[1] في الكامل 1/ 243: «ثلاثمائة ثلاثة وثلاثين» .
[2] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[3] انظر خبر المائدة في: البداية والنهاية 2/ 86- 88. والكامل 1/ 242، 243.
[4] بياض في ت مكان: «سبب رفع عِيسَى عَلَيْهِ السلام إِلَى السماء» .
[5] في ت: «أيشوع» .

الصفحة 37