كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

وَقَالَ أَبُو الحسن [1] بْن البراء العَبْدي: رفع عِيسَى ليلة القدر وترك خفين ومدرعة، وحذافة يحذف بها الطير، وكان عمره ثلاثا وثلاثين سنة وأشهرا.
وَقَالَ سَعِيد بْن المسيب: رفع اللَّه عِيسَى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
وَقَالَ مؤلف الكتاب [2] : وقد ذكرنا أنه أوحى اللَّه عز وجل إليه بعد الثلاثين فبقي يوحى إليه ثلاث سنين، ثم انقطع الوحي بعده، ووقعت الفترة إلى أن بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد قيل: بل بعث بينهما أربعة من الرسل، ثلاثة منهم مذكورون فِي قوله تعالى:
إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ 36: 14 [3] . والرابع: خالد بْن سنان العبسي [4] .
وَقَدْ رُوينَا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر عِيسَى، فَقَالَ: «لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» [5] .
وظاهر هَذَا يمنع وجود نبي بينهما. ومن الممكن أن يتأول، فيقال: لا نبي يغير حكما، فإن عِيسَى أحل وحرم، ومن بعث بعده دعي إِلَى دينه ولم يغير. والله أعلم.
قَالَ علماء التاريخ: ومن هبوط آدم عَلَيْهِ السلام إِلَى أن رفع المسيح إِلَى السماء خمسة آلاف وخمسمائة واثنتان وثلاثون سنة [6] .
__________
[1] في ت: «وقال أبو الحسين» .
[2] «وقال مؤلف الكتاب» سقطت من ت.
[3] سورة: يس، الآية: 14.
[4] انظر في ذلك: البداية والنهاية 2/ 211، 212. والكامل 1/ 291. والأعلام 2/ 296. والإصابة 1/ 466، 469.
[5] حديث: «ليس بيني وبينه نبي» . أخرجه البخاري في صحيحه. (كتاب بدء الخلق) 4/ 142 طبعة دار الكتب العلمية، ومسلم في صحيحه كتاب الفضائل 40 (فضائل عيسى السلام) 2/ 341 طبعة دار الكتب العلمية، والبداية والنهاية 2/ 91 طبعة دار الكتب العلمية وفي عدة مواضع من مسند أحمد (انظر الفهرس 1/ 244 طبعة الدار، وطرف الحديث، «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ... » .
[6] انظر في رفع عيسى عليه السلام: البداية والنهاية 2/ 91- 96 وقد أحال ابن كثير على تفسير سورة النساء، الآية: 159 والكامل 1/ 243- 246. والطبري 1/ 601- 605.

الصفحة 38