كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

لأنه كان يتخذ كل يوم حلتين من حلل الملوك، فإذا أمسى مزقهما واستبدل بهما من الغد أخريين، لأنه لم يكن يرى أحدا أهلا أن يلبس ثيابه. وهو ابن عامر ويلقب عامر: «ماء السماء بْن حارثة» وهو الغطريف بْن ثعلبة بْن امرئ القيس بْن مازن بْن الأزد [1] .
فاجتمع بالبحرين جماعة من قبائل العرب، فتحالفوا [عَلَى] [2] التنوخ [3]- وهو المقام- وتعاقدوا عَلَى [التوازر] [4] والتناصر، فضمهم [اسم] [5] تنوخ.
فدعا مالك بْن زهير جذيمة الأبرش بْن مالك بْن فهم أن يقيم معه، فأقام فزوجه أخته لميس [6] ابنة زهير.
وكان [7] هَذَا كله فِي أزمان [8] ملوك الطوائف الذين ملكهم الإسكندر، وفرق البلدان بينهم عند قتله دارا [بْن دارا ملك فارس، إِلَى أن ظهر أردشير بْن بابك] [9] ملك فارس عَلَى ملوك الطوائف، وقهرهم ودان له الناس، وضبط [له] [10] الملك.
وإنما سموا ملوك الطوائف، لأن كل ملك منهم كان ملكه قليلا من الأرض.
فتطلعت أنفس من كان بالبحرين من العرب إِلَى ريف العراق، وطمعوا فِي غلبة الأعاجم عَلَى ما يلي بلاد العرب منه، أو مشاركتهم فيه، فانقسموا فخرج كل رئيس من العرب بمن معه على قوم.
__________
[1] «ومازن هو جماع غسان، وغسان ماء شرب منه مازن فسموا غسان، ولم تشرب منه خزاعة ولا أسلم ولا بارق ولا أزد عمان، فلا يقال لواحد من هذه القبائل غسان، وإن كان من أولاد مازن» معجم البلدان 3/ 278.
[2] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل وأثبتناه من ت والطبري.
[3] في ت: «التناحم» .
[4] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت وأثبتناه من الطبري.
[5] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت وأثبتناه من الطبري.
[6] في الأصل: «أنيس بنت زهير» . وهذه الفقرة مضطربة في ت.
[7] «وكان» سقط من ت.
[8] في ت: «في زمان» .
[9] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، وأثبتناه من ت والطبري.
[10] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت وأثبتناه من الطبري.

الصفحة 49