كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

ولم يزالوا كذلك لا يدينون للأعاجم ولا تدين لهم الأعاجم [1] إِلَى أن قدم الأنبار تبع- وهو/ أسعد أَبُو كرب بْن مليكرب [2]- فِي جيوشه، فخلف بها من لم يكن فيه قوة للقتال [3] ، وخرج للغزو.
ونزل كثير من تنوخ الأنبار والحيرة، وما بين الحيرة إِلَى طف الفرات وغربيه فِي الأبنية والمظال، لا يسكنون بيوت المدر [4] . وكانوا يسمون: عرب الضاحية، فكان أول من ملك منهم فِي زمان ملوك الطوائف مالك بْن فهم، وكان منزله فيما يلي الأنبار.
ثم مات [مالك] [5] ، فملك بعده أخوه عمرو بْن فهم، ثم هلك [6] فملك بعده جذيمة بْن الأبرش [بْن مالك] [7] بْن فهم بْن غنم [8] بْن دوس الأزدي، وكان من قبل أردشير بْن بابك [9] .
وكان من أفضل ملوك العرب رأيا، وأشدهم نكاية، وأبعدهم غورا [10] ، وهو أول من استجمع له الملك بأرض العراق، وضم إليه العرب، وكان به برص، فكنت [11] العرب عنه إعظاما له. فقيل: جذيمة الوضاح، وجذيمة الأبرش، وكانت منازله فيما بين الحيرة والأنبار [وبقة] [12] وهيت [وناحيتها] [13] ، وعين التمر، وأطراف البر.
__________
[1] في الأصل ولا يدينون لهم الأعاجم وقد سقط من ت. والتصحيح من الطبري.
[2] في الأصل: «بن مالك» ، وفي الطبري «ملكيكرب» .
[3] في ت: «قوة القتال» . وفي الطبري: «قوة من الناس» .
[4] المدر: الطين اللزج المتماسك، والقطعة منه: مدرة. وأهل المدر سكان البيوت المبنية خلاف أهل الوبر، وهم البدو سكان الخيام.
[5] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت، وأثبتناه من الطبري.
[6] في ت: «ثم مات» .
[7] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت، وأثبتناه من الطبري.
[8] في الأصل: «بن غانم» .
[9] من أول ذكر الأحداث المتعلقة بالعرب، وحتى هنا من الطبري 1/ 609، 612 مع اختلاف في الألفاظ والاختصار، والّذي نقله عن هشام بن محمد. وانظر كذلك الكامل 1/ 261، 262.
[10] في الطبري 1/ 613: «وأبعدهم مغارا» . ومن أول هذه الفقرة نقله المصنف من الطبري 1/ 613 الّذي نقله عن ابن الكلبي.
[11] في الأصل: «وكنت» .
[12] ما بين المعقوفتين: من الطبري فقط.
[13] ما بين المعقوفتين: من الطبري فقط.

الصفحة 50