كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
ظرب- وقيل [1] : ظريف- بْن حسان بْن أذينة بْن السميدع بْن هوبر العليقمي [2] .
فجمع جذيمة جموعه من العرب، فسار إليه يريد غزاته فالتقوا فاقتتلوا [3] قتالا شديدا، فقتل عمرو بْن ظرب وفضت جموعه، وانصرف جذيمة بمن معه سالمين غانمين.
فملكت من بعد عمرو ابنته الزباء، واسمها: نائلة، وكان جنود الزباء بقايا من العماليق، والعارية الأولى من قبائل قضاعة، وكان للزباء أخت يقال لها: زبيبة، فبنت لها قصرا حسنًا [4] عَلَى شاطئ الفرات الغربي، وكانت تشتو [5] عند أختها، وتربع ببطن النجار، وتصير إِلَى تدمر.
فلما أن استجمع لها أمرها واستحكم لها ملكها، أجمعت لغزو جذيمة الأبرش تطالب بثأر أبيها، فقالت لها أختها زبيبة- وكانت عَلَى الشام والجزيرة من قبل الروم، وكانت ذات رأي ودهاء: يا زباء، إنك إن غزوت جذيمة فإنما هو يوم [6] له ما بعده، إن ظفرت أصبت ثأرك، وإن قتلت ذهب ملكك، والحرب [7] سجال [8] ، وعثراتها لا تقال [9] ، وإن كعبك لم يزل ساميا عَلَى من ناوأك وساماك، ولم تري [10] بؤسا ولا غيرا [11] ، ولا تدرين لمن تكون العاقبة، [ولا] [12] على من تكون [13] الدائرة! فقالت لها الزباء: قد أديت النصيحة، وأحسنت الروية، وإن الرأي ما رأيت، والقول ما قلت.
__________
[1] في ت: «ويقال» .
[2] في الطبري: «العملقي، ويقال العمليقي» .
[3] في الأصل: «فاقتتلا» .
[4] في الطبري 1/ 618، ت: «قصرا حصينا» .
[5] في الأصل: «تشتي» .
[6] «يوم» سقطت من ت.
[7] في ت: «والحروب» .
[8] في الأصل: «سيجال» .
[9] في ت: «تستقال» .
[10] في ت: «لم تري» .
[11] في الأصل: «دعزا» .
[12] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبتناه من ت.
[13] «تكون» سقطت من ت.