كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)
وصناديد [1] أهل مملكته، فحملهم عَلَى ألف بعير فِي الغرائر السود، وألبسهم السلاح والسيوف والحجف [2] ، وأنزلهم فِي الغرائر، وجعل [رءوس] [3] المسوح من أسافلها مربوطة من داخل، وكان عمرو فيهم. وساق الخيل والعبيد والكراع والسلاح والإبل [4] محملة.
فجاءها البشير فَقَالَ [5] : قد جاء قصير. ولما قرب من المدينة حمل الرجال فِي الغرائر متسلحين السيوف والحجف، وَقَالَ: إذا توسطت الإبل المدينة والأمارة بيننا كذا وكذا فاخرطوا الربط. فلما قربت العير من مدينة الزباء فِي قصرها فرأت الإبل تتهادى بأحمالها فارتابت منها [6] ، وقد كان وشي بقصير إليها، وحذرت منه، فقالت للواشي [به إليها] [7] إن قصير اليوم منا، وهو ربيب هَذِهِ النعمة، وصنيعة هَذِهِ الدولة، وإنما يبعثكم [عَلَى] [8] ذلك الحسد، وأن ليس فيكم مثله، فهالها [9] ما رأت من كثرة الإبل/ وعظم [10] أحمالها فِي نفسها [مع ما عندها] [11] من قول الواشي به إليها:
أرى الجمال سيرها وئيدا [12] ... أجندلا يحملن أم حديدا
__________
[1] الصناديد: الشدائد من الأمور والدواهي. وصناديد الرجال: الأقوياء حماة العسكر الشجعان، وهم أيضا السادات.
[2] «الحجف» سقطت من ت والحجف: ضرب من التّرسة، واحدتها حجفة، وقيل: هي من الجلود خاصة، وقيل: هي من جلود الإبل مقورة وقال ابن سيده: هي من جلود الإبل يطارق بعضها ببعض (لسان العرب 787) .
[3] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل وأثبتناه من ت. وفي الأصل: «وجعل المسوح من أسافلها ... » .
[4] «الإبل» سقطت من ت.
[5] في الأصل: «قال» .
[6] في ت: «فارتابت لها» .
[7] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل وأثبتناه من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل وأثبتناه من ت.
[9] في ت: «فقدح ما رأت» .
[10] في ت: «وعظيم أحمالها» .
[11] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، وأثبتناه من ت.
[12] في الطبري 1/ 625: «ما للجمال مشيها وئيدا» . وفي ت: «أرى الجمال مشيها وئيدا» .