كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

باب ذكر يحيى عَلَيْهِ السلام [1]
قَالَ مؤلف الكتاب: ولد يحيى قبل عِيسَى بستة [أشهر] [2] .
وقيل: قبل أن يرفع عِيسَى عَلَيْهِ السلام، وكان يحيى قد رزق الفطنة والفهم فِي زمن الصبا من الصغر [3] .
قَالَ قتادة [فِي قوله] [4] : وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 19: 12 [5] . قَالَ: ابن ثلاث سنين.
قَالَ علماء السير: نبّئ يحيى صغيرا. فساح ثم دخل الشام يدعو الناس، وكان طعامه الجراد وقلوب الشجر. وكان يحيى كثير العبادة غزير الدمعة.
أَخْبَرَنَا المُحَمَّدان: ابن ناصر، وابن عبد الباقي، قالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الأصفهاني، قَالَ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسين، قَالَ: حدثني [سَعِيد] [6] بن شرحبيل، قال: حدّثنا سعيد بن عطارة، عَنْ وهيب بْن الورد، قَالَ:
كان ليحيى بْن زكريا خطان فِي خديه من البكاء، فَقَالَ له أبوه زكريا: إني إنما سألت اللَّه عز وجل ولدا تقر به عيني، فَقَالَ: يا أبت، إن جبريل عَلَيْهِ السلام أخبرني أن بين الجنة والنار مفازة لا يقطعها إلّا كل بكّاء.
__________
[1] بياض في ت مكان «ذكر يحيى عليه السلام» .
[2] في الأصل: «قبل عيسى بسنة» . وما أثبتناه من ت، وهو موافق لما في الطبري 1/ 585.
[3] في ت: «في زمن الصغر» .
[4] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[5] سورة: مريم الآية: 12.
[6] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.

الصفحة 7