كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 2)

لكل منهم وقتا يأتيه فيه، فتفرغ لهم [1] بهرام، فبلغ اثنتي عشرة سنة، وقد استفاد كل ما أفيد وحفظه وفاق [معلميه] [2] حَتَّى اعترفوا له بفضله عليهم، فأثاب بهرام المنذر ومعلميه [3] ، وأمرهم بالانصراف عنه، وأمر معلمي الرمي والفروسية بالإقامة عنده، ليأخذ عنهم ما ينبغي له إحكامه، وأمر بهرام النعمان أن يحضروا خيولهم فأحضروها وأخّروها فسبق فرس [4] أشقر للمنذر تلك الخيل [5] جميعا، فقرّبه المنذر إِلَى بهرام، وَقَالَ: يبارك اللَّه لك فيه. فأمر بقبضة، وركبه يوما إِلَى الصيد، فبصر بنعانة [6] ، فرمى وقصد نحوها، فإذا بأسد [قد شد] [7] على عير كان فيها، فتناول ظهره، فرماه بهرام رمية نفذت من بطنه وبطن العير [8] وسرته حَتَّى أفضت إِلَى الأرض/، فأمر بهرام فصور ما جرى له مع الأسد والعير فِي بعض مجالسه.
ثم رحل إِلَى أبيه، وكان أبوه لا يحفل بولد، فاتخذ بهرام للخدمة، فلقي [بهرام] [9] من ذلك عناء.
ثم إن يزدجرد وفد عَلَيْهِ أخ لقيصر، يقال له: ثياذوس، فِي طلب الصلح والهدنة، فسأله بهرام أن يسأل يزدجرد أباه أن يأذن له فِي الانصراف إِلَى المنذر، فأذن له [10] ، فانصرف إِلَى بلاد العرب، وأقبل عَلَى النعم واللذة [11] والتلذذ، فهلك يزدجرد وبهرام غائب، فتعاقد ناس من العظماء وأرباب البيوتات ألا [12] يملكوا أحدا من ذرية يزدجرد لسوء سيرته، وقالوا: إن يزدجرد لم يخلف ولدا يحتمل الملك غير بهرام، ولم يل بهرام ولاية قط يبلى [13] بها خبره، ويعرف بها [حاله] [14] ، ولم يتأدب بأدب العجم، وإنما أدبه
__________
[1] «لهم» سقطت من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: سقط من ت والأصل وأثبتناه من الطبري 2/ 70.
[3] في الأصل: «فأثاب المنذر معلمي بهرام» وما أثبتناه من ت، والطبري 2/ 70.
[4] في ت: «فبدر فرس» وكذلك في الطبري 2/ 70.
[5] في الأصل: «تلك الخيول» .
وفي ت: «من تلك الخيل» .
[6] العانة: القطيع من حمر الوحش.
[7] في الأصل، ت: «فإذا أسد» . وما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] في الطبري 2/ 71: «فنفذت النشابة من بطنه وظهر العير» .
[9] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[10] «فأذن له» سقطت من ت» .
[11] «اللذة» سقطت من ت والطبري 2/ 72.
[12] في ت: «أن يملكوا» . وفي الأصل: «أن لا» .
[13] في الأصل، ت: «يبتلى» وكذلك في إحدى نسخ الطبري.
[14] ما بين المعقوفتين: سقط من ت والأصل وأثبتناه من الطبري 2/ 71.

الصفحة 94