كتاب المزهر في علوم اللغة وأنواعها (اسم الجزء: 2)
النوع الأربعون
معرفة الأشْباه والنظائر
هذا نوعٌ مُهم، ينبغي الاعتناءُ به، فيه تُعْرَف نوادرُ اللغة وشواردُها، ولا يقوم به إلا مطلع بالفن، واسع الاطلاع، كثير النظر والمراجعة.
وقد ألَّف ابن خالويه كتابا حافلا، في ثلاثة مجلدات ضخمات سماه ((كتاب ليس)) موضوعه: ليس في اللغة كذا إلا كذا، وقد طالعته قديما، وانتقيت منه فوائد وليس هو بحاضرٍ عندي الآن.
وتعقب عليه الحافظ مُغْلَطاي مواضع منه في مجلد سماه: ((الميس على ليس)) .
ويقع لصاحب القاموس في بعض تصانيفه أن يقول عند ذكر فائدة: وهذا يدخل في باب ليس.
وأنا ذاكرٌ إن شاء الله تعالى في هذا النوع ما يقضي الناظر فيه العجب، وآتٍ فيه ببدائع وغرائب إذا وقف عليها الحافظ المطلع يقول هذا منتهى الأرب
ذكر أبنية الأسماء وحصرها
قال أبو القاسم علي بن جعفر السعدي اللغوي المعروف بابن القطاع في كتاب الأبنية: قد صنَّف العلماء في أبنية الأسماء والأفعال، وأكثروا منها، وما منهم مَن استَوْعَبَهَا.
وأوَّلُ من ذكرها سيبويه في كتابه، فأورد للأسماء ثلاثة مائة مثال وثمانية أمثلة، وعنده أنه أتى به، وكذلك أبو بكر بن السراج ذكر منها ما ذكره سيبويه، وزاد عليه اثنين وعشرين مثالا.
وزاد أبو عمر الجَرْمي أمثلة يسيرة، وزاد ابنُ خالويه أمثلة يسيرة وما منهم إلا من ترك أضعافَ ما ذكر.
والذي انتهى إليه وُسْعُنا، وبلغ جُهدنا بعد البحث والاجتهاد، وجمع ما تفرق في تآليف الأئمة ألفُ مثال ومائتا مثال وعشرةُ أمثلة.
الصفحة 3
464