كتاب المزهر في علوم اللغة وأنواعها (اسم الجزء: 2)

قال ثعلب في فصيحه: تقول ذَرْذَا، ودَعْه، ولا تقول وَذَرته ولا ودَعته ولا واذِرْ ولا وادع ولكن تارك، وهو يَذَر ويَدَع.
وقال ابن مالك في التسهيل: استغني غالبا بتَرَك عن وَذَر وَوَدع، وبالترك عن الوذر والودع، وقال ابن دريد في الجمهرة: العرب لا تقول ودعته ولا ذرته في معنى تركته، وإنما يقولون تركتُه ودَعه وذَرْه.
وذكر الأصمعي أنه سمع فصيحا يقول: لم أذر ورائي شيئا أي لم أترك، وهذا شاذ عنده.
وقال ابن دَرَسْتَويه في شرح الفصيح: إنما أهمل استعمال ودع ووذر لأن في أولهما واو وهو حرف مستثقل، فاستغنى عنهما بما خلا منه وهو تَرك.
قال: واستعمال ما أهملوا من هذا جائز صواب وهو الأصل بل هو في القياس الوجه. وهو في الشعر أحسن منه في الكلام لقلة اعتياده، لأن الشعر أيضا أقل استعمالا من الكلام.
قال في الجمهرة قالوا: تقَّ تقا، ثم أميت هذا الفعل، ورُدّ إلى بناء جعفر فقالوا: تَقْتَق وقالوا: تتقتق الرجل من الجبل إذا انحدر يهوي على غير طريق.
واستعمل ألهث ثم أميت وألحق بالرباعي في الهثهثة وهو اختلاط الأصوات في الحرب أو في صخب قال الراجز: [// من الراجز //] (فهَثْهَثوا فَكَثُرَ الهَثْهَاثُ)
واستعمل ألجع ثم أميت وألحق بالرباعي في جعجع والجعْجَعة: القعود على غير طمأنينته.
واستعمل ألقح ثم أميت وألحق بالرباعي فقيل: القُحْقُح وهو العظم المطيف بالدبر.
واستعمل ألكح ثم أميت وألحق بالرباعي فقيل: كُحْكُح، وهي الناقة الهرمة التي لا تحبس لعابها.

الصفحة 51