كتاب شرح الزركشي على مختصر الخرقي - العلمية (اسم الجزء: 2)
ش : كأن تضع ولداً . أو يداً أو رجلًا أو نحو ذلك ، وقد حكي الإجماع على ذلك ، إذ بذلك يعلم أنها حامل ، فتدخل تحت قوله تعالى : 19 ( { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } ) وسواء كان ما تبين ظاهراً أو خفياً شهدت به القوابل .
ومفهوم كلام الخرقي أنها إذا وضعت مالًا يتبين فيه شيء من خلق الإنسان أنها لا تنقضي عدتها به ، وهو المشهور عن أحمد ، ومختار أبي بكر ، والقاضي والشريف وأبي الخطاب في خلافاتهم ، وابن عقيل والشيرازي ، وأبي محمد وغيرهم ، لأنه قد حصل الشك في كونه ولداً ، فلم يحكم بانقضاء العدة المتيقنة به ، حذاراً من دفع اليقين بأمر مشكوك فيه ، ( ونقل حنبل عن أحمد ) أنها تصير بذلك أم ولد ، فخرج القاضي وجماعة من ذلك انقضاء العدة به ، لأن الظاهر أنه بدء خلق آدمي ، أشبه ما لو تصور ، وأبى ذلك أبو محمد ، وقال : بيس هذا برواية في العدة ، إذ أحمد لم يتعرض لها . انتهى ، ويؤيد هذا أنه روي عن أحمد في رواية أخرى ما يدل على أنها تصير بذلك أم ولد ، ولا تنقضي به العدة ، والفرق الاحتياط في الصورتين ، ففي الاستيلاد تغليباً للحرية ، وفي العدة تغليباً للكمال ، ومحل الخلاف فيما إذا ألقت مضغة ، أما إن ألقت نطفة ، أو دماً أو علقة ، فإن العدة لا تنقضي به بحال عند الشيخين وغيرهما ، والقاضي في تعليقه جعل الخلاف في العلقة والمضغة ، ومحل الخلاف أيضاً إذا شهدت القوابل أن المضغة مبدأ خلق آدمي ، قاله أبو محمد ، فلو لم تشهد بذلك لم يحكم بانقضاء العدة بلا خلاف ، ولم يشترط ذلك أبو البركات والله أعلم .
قال : ولو طلقها أو مات عنها ، فلم تنكح حتى أتت بولد بعد طلاقه أو موته بأربع سنين ، لحقه الولد وانقضت عدتها به .
ش : هذا يعتمد أصلًا ، وهو أكثر مدة الحمل ، والمذهب المشهور أن أقصاها أربع سنين ، لأن هذا لا نص فيه ، فيرجع فيه إلى الوجود ، وقد وجد ذلك .
2819 فروى الوليد بن مسلم قال : قلت لمالك بن أنس : حديث جميلة بنت سعد ، عن عائشة رضي الله عنها : لا تزيد المرأة على السنتين في الحمل . قال مالك : سبحان الله ! من يقول هذا ؟ هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان تحمل أربع سنين قبل أن تلد .
2820 وقال الشافعي : بقي محمد بن عجلان في بطن أمه أربع سنين .
2821 وقال أحمد : نساء بني عجلان يحملن أربع سنين ، وامرأة عجلان حملت ثلاث بطون ، كل دفعة أربع سنين .
2822 وحكى أبو الخطاب أن محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بقي في بطن أمه أربع سنين ، وهكذا إبراهيم ابن نجيح العقيلي .
____________________
الصفحة 538
582