كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 12 @
$ ثم دخلت السنة الثانية من الهجرة $
وفي هذه السنة غزا رسول الله في قول بعض أهل السير غزوة الأبواء وقيل ودان وبينهما ستة أميال واستخلف رسول الله على المدينة سعد بن عبادة وكان لواؤه ابيض مع حمزة بن عبد المطلب وقد تقدم ذكرها وفيها زوج علي بن أبي طالب فاطمة في صفر
$ ذكر سرية عبد الله بن جحش $
أمر رسول الله أبا عبيدة بن الجراح أن يتجهز للغزو فتجهز فلما أراد المسير بكى صبابة إلى رسول الله فبعث مكانه عبد الله بن جحش في جمادى الآخرة معه ثمانية رهط من المهاجرين وقيل اثنا عشر رجلا وكتب له كتابا وأمره أن ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يكره أحدا من أصحابه ففعل ذلك ثم قرأ الكتاب وفيه يأمره بنزول نخلة بين مكة والطائف فيرصد قريشا ويعلم أخبارهم فأعلم أصحابه فساروا معه وأضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما يتعقبانه فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل والحكم بن كيسان فأشرف لهم عكاشة بن محصن وقد حلق رأسه فلما رأوه قالوا عمار لا بأس عليكم وذلك في آخر يوم من رجب فرمى واقد بن عبد الله التيمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان والحكم وهرب نوفل وغنم المسلمون ما معهم فقال عبد الله بن جحش إن لرسول الله خمس ما غنمتم وذلك قبل أن يفرض الخمس وكانت أول غنيمة غنمها المسلمون وأول خمس في الإسلام واقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسرى إلى المدينة

الصفحة 12