كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 13 @
فلما قدموا قال لهم رسول الله ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام
فوقف العير والأسيرين فسقط في أيديهم وعنفهم المسلمون وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام
وقالت اليهود تفائل بذلك على رسول الله عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمر وعمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد وقدت الحرب فأنزل الله { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه } الآية فلما نزل القرآن وفرج الله عن المسلمين قبض رسول الله العير وكانت أول غنيمة أصابوها وفدى رسول الله الأسيرين فأما الحكم فأقام مع رسول الله حتى قتل يوم بئر معونة وقيل كان قتلهم عمرو بن الحضرمي واخذ العير آخر يوم من الجمادى وأول ليلة من رجب
وفيها صرفت القبلة من الشام إلى الكعبة وكان أول ما فرضت القبلة إلى بيت المقدس والنبي بمكة وكان يحب استقبال الكعبة وكان يصلي بمكة ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس فلما هاجر إلى المدينة لم يمكنه ذلك وكان يؤثر أن يصرف إلى الكعبة فأمره الله أن يستقبل الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من قدومه المدينة وقيل على رأس ستة عشر شهرا في صلاة الظهر وفيها أيضا في شعبان فرض صوم شهر رمضان وكان لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم عاشوراء فصامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان لم يأمرهم بصوم عاشوراء ولم ينههم وفيها أمر الناس بإخراج زكاة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين وفيها خرج رسول الله إلى المصلى فصلى بهم صلاة العيد وكان ذلك أول خرجة خرجها وحملت بين يديه العنزة وكانت للزبير وهبها له النجاشي وهي اليوم للمؤذنين في المدينة

الصفحة 13