@ 136 @
كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب ولا كلاب وودت أنكم فعلتم ما فعلا
ثم قال يا مالك ارفع من معك إلى عليا بلادهم ثم الق القوم على متون الخيل فإن كانت تلك لك لحق بك من وراءك وإن كانت عليك كنت قد أحرزت اهلك ومالك قال مالك والله لا افعل ذلك إنك قد كبرت وكبر علمك والله لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري وكره أن يكون لدريد فيها ذكر ورأي فقال دريد هذا يوم لم أشهده ولم يفتني
ثم قال مالك أيها الناس إذا رأيتم القوم فاكسروا جفون سيوفكم وشدوا عليهم شدة رجل واحد وبعث مالك عيونه ليأتوه بالخبر فرجعوا إليه وقد تفرقت أوصالكم فقال ويلكم ما شأنكم قالوا رأينا رجالا بيضا على خيل بلق فوالله ما تماسكنا أن حل بنا ما ترى فلم ينهه ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد
ولما بلغ رسول الله خبر هوازن أجمع المسير إليهم وبلغه أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا فأرسل إليه رسول الله وهو يومئذ مشرك أعرنا سلاحك نلق فيه عدونا غدا فقال له صفوان أغصبا يا محمد فقال بل عارية مضمونة نؤديها إليك قال ليس بهذا بأس فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح ثم سار النبي ومعه ألفان من مسلمة الفتح مع عشرة آلاف من أصحابه فكانوا اثني عشر ألفا فلما رأى رسول الله كثرة من معه قال لن نغلب اليوم من قلة وذلك قوله تعالى { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا } وقيل إنما قالها رجل من بكر
واستعمل رسول الله على من بمكة عتاب بن أسيد قال جابر فلما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا في عماية الصبح وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه ومضايقه قد أجمعوا وتهيؤا وأعدوا له فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد فانهزم الناس أجمعون لا يلوي أحد على أحد وانحاز رسول الله ذات اليمين ثم قال أيها الناس هلموا إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله قاله ثلاثا
ثم احتملت الإبل بعضها بعضا إلا أنه قد بقي مع النبي نفر من المهاجرين