كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 137 @
والأنصار وأهل بيته منهم أبو بكر وعمر وعلي والعباس وابنه الفضل وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد قال وكان رجل من هوازن على جمل احمر بيده راية سوداء أمام الناس فإذا أدرك رجلا طعنه وإذا فاته الناس رفع رايته لمن وراءه فاتبعوه فحمل عليه علي فقتله
ولما انهزم الناس تكلم رجال من أهل مكة بما في أنفسهم من الضغن فقال أبو سفيان بن حرب لا تنتهي هزيمتهم دون البحر والأزلام معه في كنانته وقال كلدة بن الحنبلي وهو أخو صفوان بن أمية لأمه وكان صفوان بن أمية يومئذ مشركا الآن بطل السحر فقال له صفوان اسكت فض الله فاك فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن وقال شيبة بن عثمان اليوم أدرك ثأري من محمد وكان أبوه قتل بأحد قال فأدرت به لأقتله شيء حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذلك وعلمت أنه منع مني وكان العباس مع النبي آخذا بلجام دابته دلدل وهو عليها وكان العباس جسيما شديد الصوت فقال له رسول الله يا عباس اصرخ يا معشر الأنصار يا أصحاب السمرة ففعل فأجابوه لبيك لبيك فكان الرجل يريد أن يثني بعيره فلا يقدر فيأخذ سلاحه ثم ينزل عنه ويؤم الصوت فاجتمع على رسول الله مائة رجل فاستقبل بهم القوم وقاتلهم فلما رأى النبي شدة القتال قال
( أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب )
الآن حمي الوطيس وهو أول من قالها واقتتل الناس قتالا شديدا وقال النبي لبغلته دلدل البدي دلدل فوضعت بطنها على الأرض فأخذ حفنة من تراب فرمى به في وجوههم فكانت الهزيمة فما رجع الناس إلا والأسارى في الحبال عند رسول الله وقيل بل أقبل شيء اسود من السماء مثل البجاد حتى سقط بين القوم فإذا نمل أسود مبثوث فكانت الهزيمة ولما انهزمت هوازن قتل من ثقيف وبني مالك سبعون رجلا فأما الحلاف من ثقيف فلم يقتل منهم غير رجلين لأنهم انهزموا سريعا وقصد بعض المشركين الطائف ومعهم مالك بن عوف واتبعت خيل رسول الله المشركين فقتلهم فأدرك ربيعة بن رفيع السلمي دريد بن الصمة ولم يعرفه لأنه كان

الصفحة 137