كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 14 @
$ ذكر غزوة بدر الكبرى $
وفي السنة الثانية كانت وقعة بدر الكبرى في شهر رمضان في سابع عشرة وقيل تاسع عشرة وكانت يوم الجمعة
وكان سببها قتل عمرو بن الحضرمي وإقبال أبي سفيان بن حرب في عير لقريش عظيمة من الشام وفيها أموال كثيرة ومعها ثلاثون رجلا أو أربعون وقيل قريبا من سبعين رجلا من قريش منهم مخرمة بن نوفل الزهري وعمرو بن العاص فلما سمع بهم رسول الله ندب المسلمين إليهم وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك لأنهم لن يظنوا أن رسول الله يلقى حربا وكان أبو سفيان قد سمع أنالنبي يريده فحذر واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة يستنفر قريشا ويخبرهم الخبر فخرج ضمضم إلى مكة
وكانت عاتكة بنت عبد المطلب قد رأت قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها فقصتها على أخيها العباس واستكتمته خبرها قالت رأيت راكبا على بعير له واقفا بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته أن انفروا يا أل غدر لمصارعكم في ثلاث قالت فأرى الناس قد اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد فمثل بعيره على الكعبة ثم صرخ مثلها ثم مثل بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ مثلها ثم أخذ صخرة عظيمة وأرسلها فلما كانت بأسفل ارفضت فما بقي من مكة إلا دخل فلقة منها فخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان صديقه فذكرها له واستكتمه ذلك فذكرها الوليد لأبيه عتبة ففشا الخبر فلقي أبو جهل العباس فقال له يا أبا الفضل أقبل إلينا

الصفحة 14