كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 140 @

$ ذكر حصار الطائف $
لما قدم المنهزمون من ثقيف ومن انضم إليهم من غيرهم إلى الطائف أغلقوا عليهم أبواب مدينتهم واستحصروا وجمعوا ما يحتاجون إليه فسار إليهم النبي فلما كان ببحرة الرغا ابتنى بها مسجدا فصلى فيه قبل وصوله إلى الطائف وقتل بها رجلا من بني ليث قصاصا كان قد قتل رجلا من هذيل فأمر بقتله وهو أول دم أقيد به في الإسلام وسار إلى ثقيف فحصرهم بالطائف نيفا وعشرين يوما ونصب عليهم منجنيقا أشار به سلمان الفارسي وقاتلهم قتالا شديدا حتى كان يوم الشدخة عند جدار الطائف دخل نفر من المسلمين تحت دبابة عملوها ثم زحفوا بها إلى جدار الطائف فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد المحماة فخرجوا من تحتها فرماهم من بالطائف بالنبل فقتلوا رجالا فأمر رسول الله بقطع أعناب ثقيف فقطعت ونزل إلى رسول الله نفر من رقيق أهل الطائف فأعتقهم منهم أبو بكرة نفيع بن الحارث عبد الحارث بن كلدة وإنما قيل له أبو بكرة ببكرة نزل فيها وغيره فلما أسلم أهل الطائف تكلمت سادات أولئك العبيد في أن يردهم رسول الله إلى الرق فقال لا أفعل أولئك عتقاء الله
ثم إن خويلة بنت حكيم السلمية وهي امرأة عثمان بن مظعون قالت يا رسول الله أعطني إن فتح الله عليك الطائف حلي بادية بنت غيلان أو حلي الفارعة بنت عقيل وكانتا من أكثر نساء ثقيف حليا فقال لها رسول الله أرأيت إن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة فخرجت فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب فدخل عليه عمر وقال يا رسول الله ما حديث حدثتنيه خويلة أنك قد قلته قال قد قلته قال أفلا أؤذن بالرحيل

الصفحة 140