كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 142 @
وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك ولو أنا أرضعنا الحارث بن أبي شمر الغساني أو النعمان بن المنذر لرجونا عطفه وأنت خير المكفولين ثم قال
( امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر )
( امنن على نسوة قد عاقها قدر ... ممزق شملها في دهرها غير )
في أبيات فخيرهم رسول الله بين أبنائهم ونسائهم وبين أموالهم فاختاروا أبنائهم ونسائهم فقال أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا أنا صليت بالناس فقولوا إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم وأسأل فيكم فلما صلى الظهر فعلوا ما أمرهم به فقال رسول الله ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وقال المهاجرون والأنصار ما كان لنا فهو لرسول الله وقال الأقرع بن حابس ما كان لي ولبني تميم فلا وقال عيينة بن حصن ما كان لي ولفزارة فلا وقال عباس بن مرداس ما كان لي ولسليم فلا فقالت بنو سليم ما كان لنا فهو لرسول الله فقال وهنتموني فقال رسول الله من تمسك بحقه من السبي فله بكل إنسان ست فرائض من أول شيء نصيبه فردوا على الناس أبناءهم ونساءهم وسأل رسول الله عن مالك بن عوف فقيل إنه بالطائف فقال أخبروه إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة بعير فأخبر مالك بذلك فخرج من الطائف سرا ولحق برسول الله فأسلم وحسن إسلامه واستعمله رسول الله على قومه وعلى من أسلم من تلك القبائل التي حول الطائف فأعطاه أهله وماله ومائة بعير وكان يقاتل بمن أسلم معه من ثمالة وفهم وسلمة ثقيفا لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم
ولما فرغ رسول الله من رد سبايا هوازن ركب واتبعه الناس يقولون يا رسول الله أقسم علينا فيئنا من الإبل والغنم حتى ألجأوه إلى شجرة فاختطفت رداءه فقال ردوا علي ردائي أيها الناس فوالله لو كان لي عدد شجر تهامة نعم لقسمتها عليكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ثم رفع وبرة من سنام بعير وقال ليس لي من

الصفحة 142