كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 143 @
فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس وهو مردود عليكم فأدوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله عارا ونارا وشنارا يوم القيامة فمن أخذ شيئا رده ثم أعطى المؤلفة قلوبهم وكانوا من أشراف الناس يتألفهم على الإسلام فأعطى أبا سفيان وابنه معاوية وحكيم بن حزام والعلاء بن جارية الثقفي والحارث بن هشام وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس ومالك بن عوف النصري كل واحد منهم مائة بعير وأعطى دون المائة رجالا منهم مخرمة بن نوفل الزهري وعمير بن وهب بن عمرو وسعيد بن يربوع وأعطى العباس بن مرداس أباعر فسخطها وقال يعاتب رسول الله
( كانت نهابا تلافيتها ... بكري على المهر في الأجرع )
( وإيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع الناس لم أهجع )
( فأصبح نهبي وهب العبي ... د بين عيينة والأقرع )
( وقد كنت في الحرب ذا تدرإ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع )
( إلا أفائل أعطيتها ... عديد قوائمه الأربع )
( وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع )
( وما كنت دون أمري منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع )
فأعطاه حتى رضي وقال رجل من الصحابة يا رسول الله أعطيت عيينة والأقرع وتركت جعيل بن سراقة فقال رسول الله والذي نفسي بيده لجعيل خير من طلاع الأرض رجالا كلهم مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ووكلت جعيلا إلى إسلامه وقيل إن ذا الخويصرة التميمي في هذه القسمة قال لرسول الله إنك لم تعدل اليوم فقال رسول الله ومن يعدل إذا لم أعدل فقال عمر بن الخطاب ألا نقتله فقال دعوه ستكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في الفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم

الصفحة 143