كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 144 @
وقيل إن هذا القول إنما كان في مال بعث به علي من اليمن إلى رسول الله فقسمه بين جماعة منهم عيينة والأقرع وزيد الخيل قال أبو سعيد الخدري لما أعطى رسول الله ما أعطى من تلك الغنائم في قريش وقبائل العرب ولم يعط الأنصار شيئا وجدوا في أنفسهم حتى قال قائلهم لقي رسول الله قومه فأخبر سعد بن عبادة رسول الله بذلك فقال له فأين أنت من ذلك يا سعد قال ما أنا إلا من قومي قال فاجمع قومك لي في هذه الحظيرة فجمعهم فأتاهم رسول الله فقال ما حديث بلغني عنكم ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي وفقراء فأغناكم الله بي وأعداء فألف الله بين قلوبكم بي قالوا بلى والله يا رسول الله ولله ورسوله المن والفضل فقال ألا تجيبوني قالوا بماذا نجيبك فقال والله لو شئتم لقلتم فصدقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فواسيناك أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم والذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت امراءا من الأنصار ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار قال فبكى القوم حتى اخضلوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا ثم انصرف رسول الله وتفرقوا
ثم اعتمر رسول الله من الجعرانة وعاد إلى المدينة واستخلف على مكة عتاب بن أسيد وترك معه معاذ بن جبل يفقه الناس في الدين ويعلمهم القرآن وحج عتاب بن أسيد بالناس وحج الناس تلك السنة على ما كانت العرب تحج وعاد رسول الله إلى المدينة في ذي القعدة أو ذي الحجة
وفيها بعث رسول الله عمرو بن العاص إلى جيفر وعياذ ابني الجلندى من

الصفحة 144