كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 146 @
$ ثم دخلت سنة تسع $
$ ذكر إسلام كعب بن زهير $
قيل خرج كعب بن زهير بن أبي سلمى أو أبو سلمى ربيعة المزني ومعه أخوه بجير حتى أتيا أبرق العزاف فقال له بجير اثبت في غنمنا حتى آتي هذا الرجل فأسمع منه فأقام كعب وسار بجير إلى رسول الله فأسلم وبلغ ذلك كعبا فقال
(ألا أبلغا عني بجيرا رسالة ... فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا)
(سقاك بها المأمور كأسا روية ... فانهلك المأمور منها وعلكا)
(ففارقت أسباب الهدى واتبعته ... على أي شيء ويب غيرك دلكا)
(على خلق لم تلف أما ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخالكا)
(فإن أنت لم تفعل فلست بآسف ... ولا قائل أما عثرت لعالكا)
فلما بلغ رسول الله قوله غضب وأهدر دمه فكتب بذلك بجير إلى أخيه بعد عود رسول الله من الطائف وقال النجاء النجاء وما أدري إن تتفلت ثم كتب إليه إذا أتاك كتابي هذا فأسلم وأقبل إليه فإنه لا يأخذ مع الإسلام بما كان قبله فأسلم كعب وجاء حتى أناخ راحلته بباب المسجد ورسول الله مع أصحابه قال كعب فعرفته بالصفة فتخطيت الناس إليه فأسلمت وقلت الأمان يا رسول الله هذا مقام العائذ بك قال من أنت فقلت كعب بن زهير قال الذي يقول ثم التفت إلى أبي بكر فقال كيف قال فأنشده أبو بكر الأبيات التي أولها ألا أبلغا عني بجيرا رسالة فقال كعب ما هكذا قلت يا رسول الله إنما قلت

الصفحة 146