@ 154 @
ذكر قدوم عروة بن مسعود الثقفي على النبي مسلما
وقيل بل أدركه في الطريق مرجعه من الطائف وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال رسول الله إنهم قاتلوك فقال أنا أحب إليهم من أبكارهم ورجا أن يوافقوه لمنزلته فيهم فلما رجع إلى الطائف صعد إلى علية له وأشرف منها عليهم وأظهر الإسلام ودعاهم إليه فرموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله فقيل له ما ترى في دمك فقال كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها إلي ليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله فادفنوني معهم فلما مات دفنوه معهم وقال رسول الله فيه إن مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه
$ ذكر قدوم وفد ثقيف $
وفي هذه السنة في رمضان قدم وفد ثقيف على رسول الله وسبب ذلك أنهم ائتمروا بينهم ورأوا أن من يحيط بهم من العرب قد نصبوا لهم القتال وشنوا الغارات عليهم وكان أشدهم في ذلك مالك بن عوف النصري فلا يخرج منهم مال إلا نهب ولا إنسان إلا اخذ فلما رأوا عجزهم اجتمعوا وأرسلوا عبد ياليل بن عمرو بن عمير والحكم بن عمرو بن وهب وشرحبيل بن غيلان وهؤلاء من الأحلاف وأرسلوا من بني مالك عثمان بن أبي العاص وأوس بن عوف ونمير بن خرشة فخرجوا حتى قدموا على رسول الله فأنزلهم في قبة في المسجد فكان خالد بن سعيد بن العاص يمشي بينهم وبين النبي وكان رسول الله يرسل إليهم ما يأكلونه مع خالد وكانوا لا يأكلون طعاما حتى يأكل خالد منه حتى أسلموا