@ 155 @
وكان فيما سألوا رسول الله أن يدع الطاغية وهي اللات لا يهدمها ثلاث سنين فأبى عليهم وكان قصدهم بذلك أن يتسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم فنزلوا إلى شهر فلم يجبهم وسألوه أن يعفيهم من الصلاة فقال لا خير في دين لا صلاة فيه فأجابوا وأسلموا وأمر عليهم رسول الله عثمان بن أبي العاص وكان أصغرهم لما رأى من حرصه على الإسلام والتفقه في الدين ثم رجعوا إلى بلادهم وأرسل رسول الله معهم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان بن حرب ليهدما الطاغية فخرجا مع القوم حتى قدما الطائف فتقدم المغيرة فهدمها وقام قومه من بني شعيب دونه خوفا أن يرمى بسهم وخرج نساء ثقيف حسرا يبكين عليها وأخذ حليها ومالها وكان أبو مليح بن عروة بن مسعود وقراب بن الأسود بن مسعود قدما على رسول الله لما قتل عروة والأسود فأمرهما رسول الله أن يقضي منه دين عروة والأسود ابني مسعود ففعلا وكان الأسود مات كافرا فسأل ابنه قارب بن الأسود رسول الله أن يقضي دين أبيه فقال إنه كافر فقال يصل مسلم ذا قرابته يعني أنه أسلم فيصل أباه وإن كان مشركا