كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 156 @

$ ذكر غزوة طيئ وإسلام عدي بن حاتم $
في هذه السنة في شهر ربيع الآخر أرسل النبي علي بن أبي طالب في سرية إلى دار طيئ وأمره أن يهدم صنمهم الفلس فسار إليهم وأغار عليهم فغنم وسبى وكسر الصنم وكان متقلدا سيفين يقال لأحدهما مخذم وللآخر رسوب فأخذهما علي وحملهما إلى رسول الله وكان الحارث بن أبي شمر أهدى السيفين للصنم فعلقا عليه وأسر بنتا لحاتم الطائي وحملت إلى رسول الله بالمدينة فأطلقها وإما إسلام عدي بن حاتم فقال عدي جاءت خيل رسول الله فأخذوا أختي وناسا فأتوا بهم رسول الله فقالت أختي يا رسول الله هلك الوالد وغالب الوافد فامنن علي من الله عليك فقال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الذي فر من الله ورسوله فمن عليها وإلى جانبه رجل قائم وهو علي بن أبي طالب قال سليه حملانا فسألته فأمر لها به وكساها وأعطاها نفقة قال عدي وكنت ملك طيئ آخذ منهم المرباع وأنا نصراني فلما قدمت خيل رسول الله هربت إلى الشم من الإسلام وقلت أكون عند أهل ديني فبينا أنا بالشام إذ جاءت أختي وأخذت تلومني على تركها وهربي بأهلي دونها ثم قالت لي أرى أن تلحق بمحمد سريعا فإن كان نبيا كان للسابق فضله وإن كان ملكا كنت في عز وأنت أنت قال فقدمت على رسول الله فسلمت عليه وعرفته نفسي فانطلق إلى بيتي فلقيته امرأة ضعيفة فاستوقفته فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها فقلت ما هذا بملك ثم دخلت بيته فأجلسني على وسادة وجلس على الأرض فقلت في نفسي ما هذا ملك فقال لي يا عدي إنك تأخذ المرباع وهو لا يحل في دينك ولعلك إنما يمنعك من الإسلام ما ترى من حاجتنا وكثرة عدونا والله ليفيضن

الصفحة 156