@ 158 @
الله وخرج إليهم فقالوا جئنا نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا فأذن لهم فقام عطارد فقال الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن وهو أهله الذي جعلنا ملوكا ووهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثرهم عددا وأيسرهم عدة فمن يفاخرنا فليعدد مثل عددنا فقال رسول الله لثابت بن قيس أجب الرجل فقام ثابت فقال الحمد لله الذي له السموات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ولم يكن شيء قط إلا من فضله ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكا واصطفى من خير خلقه رسولا أكرمهم نسبا وأصدقهم حديثا وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه وائتمنه على خلقه فكان خيرة الله تعالى من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان فآمن به المهاجرون من قومه وذوي رحمه اكرم الناس نسبا وأحسن الناس وجوها وخير الناس فعالا ثم كان أول الخلق استجابة لله حين دعاه نحن فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه ومن كفر جاهدناه في الله أبدا وكان قتله علينا يسيرا والسلام عليكم فقالوا يا رسول الله ائذن لشاعرنا فأذن له فقام الزبرقان بن بدر فقال
( نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... منا الملوك وفينا تنصب البيع )
( وكم قسرنا من الأحياء كلهم ... عند النهاب وفضل العرب يتبع )
( ونحن يطعم عند القحط مطعمنا ... من الشواء إذا لم يؤنس القزع )
( بما ترى الناس تأتينا سراتهم ... من كل أرض هويا ثم تصطنع )
( فننحر الكوم عبطا في أرومتنا ... للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا )
( فلا ترانا إلى حي نفاخرهم ... ألا استقادوا وكان الرأس يقتطع )
( إنا أبينا ولم يأب لنا أحد ... إنا كذلك عند الفخر نرتفع )
( فمن يفاخرنا في ذاك يعرفنا فيرجع القول والأخبار تستمع )
قال وكان حسان بن ثابت غائبا فدعاه رسول الله ليجيب شاعرهم قال حسان فلما سمعت قوله قلت على نحوه