كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 161 @
معي في الغار وصاحبي على الحوض قال بلى
فسار أبو بكر أميرا على الموسم فأقام الناس الحج وحجت العرب الكفار على عادتهم في الجاهلية وعلي يؤذن ببراءة فنادى يوم الأضحى لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فأجله إلى مدته فقالوا نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطعن والضرب ورجع المشركون فلام بعضهم بعضا وقالوا ما تصنعون وقد أسلمت قريش فأسلموا
وفي هذه السنة فرضت الصدقات وفرق رسول الله فيها عماله على الصدقات
وفيها في شعبان توفيت أم كلثوم بنت النبي وهي زوج عثمان بن عفان وغسلتها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب وقيل غسلتها نسوة من الأنصار منهن أم عطية وصلى عليها رسول الله ونزل في حفرتها أبو طلحة
وفيها مات عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وكان ابتداء مرضه في شوال ومكث عشرين ليلة فلما توفي جاء ابنه عبد الله إلى النبي فسأله قميصه فأعطاه فكفنه فيه وجاء رسول الله ليصلي عليه فقام عمر في صدره وقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا يعدد أيامه ورسول الله يتبسم ثم قال أخر عني عمر قد خيرت فاخترت قد قيل لي { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } ولو علمت أن لو زدت على السبعين غفر لهم لزدت ثم صلى عليه وقام على قبره حتى فرغ منه
فأنزل الله تعالى { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره } الآية
وفيها نعى النبي النجاشي للمسلمين وكان موته في رجب سنة تسع وصلى عليه رسول الله
وفيها توفي أبو عامر الراهب عند النجاشي

الصفحة 161