كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 162 @

$ ذكر الأحداث في سنة عشر $
$ ذكر وفد نجران مع العاقب والسيد $
وفيها أرسل رسول الله خالد بن الوليد إلى بني الحارث بنجران في شهر ربيع الآخر وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاثا فإن أجابوا أقام فيهم وعلمهم شرائع الإسلام وغن لم يفعلوا قاتلهم فخرج إليهم ودعاهم إلى الإسلام فأجابوا وأسلموا فأقام فيهم وكتب إلى رسول الله يعلمه إسلامهم وعاد خالد ومعه وفدهم فيهم قيس بن الحصين بن يزيد بن قينان ذي الغصة ويزيد بن عبد مدان وغيرهما فقدموا على رسول الله ثم عادوا عنه في بقية شوال أو في ذي الحجة وأرسل إليهم عمرو بن حزم يعلمهم شرائع الإسلام ويأخذ صدقاتهم وكتب معه كتابا وتوفي رسول الله وعمرو بن حزام على نجران
وأما نصارى نجران فإنهم أرسلوا العاقب والسيد في نفر إلى رسول الله وأرادوا مباهلته فخرج رسول الله ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين فلما رأوهم قالوا هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها ولم يباهلوه وصالحوه على ألفي حلة ثمن كل حلة أربعون درهما وعلى أن يضيفوا رسل رسول الله وجعل لهم ذمة الله تعالى وعهده أن لا يفتنوا عن دينهم ولا يعشروا وشرط عليهم أن لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به
فلما استخلف أبو بكر عاملهم بذلك فلما استخلف عمر أجلى أهل الكتاب عن الحجاز وأجلى أهل نجران فخرج بعضهم إلى الشام وبعضهم إلى نجرانية الكوفة واشترى منهم عقارهم وأموالهم وقيل إنهم كانوا قد كثروا فبلغوا أربعين ألفا

الصفحة 162