كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 165 @
( يممت راحلتي أؤم محمدا ... أرجو فضائلها وحسن ثرائها )
فلما انتهى إلى رسول الله قال له يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرزم
فقال يا رسول الله من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي ولم يسؤه ذلك فقال رسول الله إن ذلك لا يزيد قومك في الإسلام إلا خيرا
فاستعمله رسول الله على مراد وزبيد ومذحج كلها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص فكان على الصدقات وكان معه في بلاده إلى أن توفي رسول الله
وفيها أرسل فروة بن عمرو الجذامي ثم النفاثي رسولا إلى رسول الله بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب وكان منزله معان في أرض الشام فلما بلغ الروم إسلامه طلبوه حتى أسروه فحبسوه فقال في محبسه ذلك
( طرقت سليمى موهنا فشجاني ... والروم بين الباب والقروان )
( صد الخيال وساءه ما قد رأى ... وهممت أن أغفي وقد أبكاني )
( لا تكحلن العين بعدي إثمدا ... سلمى ولا تدنن للإنسان )
فلما اجتمعت الروم لصلبه على ماء لهم يقال له عفرى بفلسطين قال
( ألا هل أتى سلمى بأن خليلها ... على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل )
( على ناقة لم يلقح الفحل أمها ... مشذبة أطرافها بالمناجل )
وهذا من أبيات المعاني فلما قدموه ليصلبوه قال
( بلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمي ومقامي )

الصفحة 165