كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 167 @
وشياطينهم وكان عامر يريد الغدر برسول الله فقال له قومه إن الناس قد أسلموا فأسلم فقال لا أتبع عقب هذا الفتى ثم قال لأربد إذا قدمنا عليه فإني شاغله عنك فاعله بالسيف من خلفه فلما قدموا جعل يكلم النبي ويقول له يا محمد خالني فيقول النبي لا والله حتى تؤمن بالله وحده قالها ثلاثا يشغله ليفتك به أربد فلم يفعل أربد شيئا فقال عامر للنبي لأملأنها عليك خيلا حمرا ورجالا
فلما ولى قال رسول الله اللهم اكفني عامرا فلما خرجوا قال عامر لأربد لم لا قتلته قال كلما هممت بقتله دخلت بيني وبينه حتى ما أرى غيرك أفأضربك بالسيف
وخرجوا راجعين إلى بلادهم فلما كانوا ببعض الطريق أرسل الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه فقتله وإنه لفي بيت امرأة سلولية فمات وجعل يقول يا بني عامر أغدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية
وأرسل الله على أربد صاعقة فأحرقته وكان أربد بن قيس أخا لبيد بن ربيعة لأمه
وفيها قدم على رسول الله وفد طيئ فيهم زيد الخيل وهو سيدهم فأسلموا وحسن إسلامهم وقال رسول الله ( ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا ما كان من زيد الخيل فإنه لم يبلغ فيه كل ما فيه )
ثم سماه زيد الخير وأقطع له فيد وأرضين معها فلما رجع أصابته الحمى بقرية من نجد فمات فيها
وفيها كتب مسيلمة الكذاب إلى رسول الله يذكر أنه شريكه في النبوة وأرسل الكتاب مع رسولين فسألهما رسول الله عنه فصدقاه فقال لهما لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما

الصفحة 167