كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 17 @
وكانت الإبل سبعين بعيرا فكانوا يتعاقبون عليها البعير بين الرجلين والثلاثة والأربعة فكان بين النبي وعلي وزيد بن حارثة بعير وبين أبي بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف بعير وعلي مثل هذا وكان فرس المقداد اسمه سبحة وفرس الزبير اسمه السيل وكان لواؤه مع مصعب بن عمير بن عبد الدار ورايته مع علي بن أبي طالب
وعلى الساقة قيس بن أبي صعصعة الأنصاري فلما كان قريبا من الصفراء بعث بسيس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء الجهنيين يتجسسان الأخبار عن أبي سفيان
ثم ارتحل رسول الله وترك الصفراء يسارا وعاد إليه بسيس بن عمرو يخبره أن العير قد قاربت بدرا ولم يكن عند رسول الله والمسلمين علم بمسيرة قريش لمنع عيرهم وكان قد بعث عليا والزبير وسعدا يلتمسون له الخبر ببدر فأصابوا راوية لقريش فيهم اسلم غلام بني الجحجاح وأبو يسار غلام بني العاص فأتوا بهما النبي وهو قائم يصلي فسألوهما فقالا نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما وضربوهما ليخبروهما عن أبي سفيان فقالا نحن لأبي سفيان فتركوهما وفرغ رسول الله من الصلاة وقال إذا صدقاكم ضربتموها وإذا كذباكم تركتموها صدقا أنهما لقريش أخبراني أين قريش
قالا هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى فقال رسول الله كم القوم قالا كثير قال كم عدتهم قالا لا ندري قال كم ينحرون قالا يوما تسعا ويوما عشرا قال القوم بين التسعمائة إلى الألف ثم قال لهما فمن فيهم من أشراف قريش قالا عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام والحارث بن عامر وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث وزمعة بن الأسود وأبو جهل وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو بن عبد ود
فأقبل رسول الله على أصحابه وقال هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها
ثم استشار أصحابه فقال أبو بكر فأحسن ثم قال عمر فأحسن ثم قام

الصفحة 17