كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 170 @

$ ذكر حجة الوداع $
خرج رسول الله إلى الحج لخمس ليال بقين من ذي القعدة لا يذكر الناس إلا الحج فلما كان بسرف أمر الناس أن يحلوا بعمرة إلا من ساق الهدي وكان رسول الله قد ساق الهدي وناس معه وكان علي بن أبي طالب قد لقيه محرما فقال له النبي حل كما حل أصحابك فقال إني قد أهللت بما أهل به رسول الله فبقي على إحرامه
ونحر رسول الله الهدي عنه وعن علي وحج بالناس فأراهم مناسكهم وعلمهم سنن حجهم وخطب خطبته التي بين فيها للناس ما بين وكان الذي يبلغ عنه بعرفة ربيعة بن أمية بن خلف لكثرة الناس فقال بعد حمد الله
أيها الناس اسمعوا قولي فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وكل ربا موضوع { فلكم رؤوس أموالكم } وإن ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله
وكل دم في الجاهلية موضوع وأول دم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وكان مسترضعا في بني ليث فقتله بنو هذيل أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس { إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله } ويحرموا ما أحل الله

الصفحة 170