@ 183 @
ولم يشغله شدة مرضه عن إنفاذ أمر الله فأرسل إلى نفر من الأنصار في أمر الأسود فأصيب الأسود في حياة رسول الله قبل وفاته بيوم فأرسل إلى جماعة من الناس يحثهم على جهاد من عندهم من المرتدين
وقال أبو مويهبة مولى رسول الله أيقظني رسول الله ليلة وقال إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فسلم عليهم ثم قال ليهنئكم ما أصبحتم فيه قد أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم قال قد أوتيت مفاتيح خزائن الأرض والخلد بها ثم الجنة وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي فاخترت لقاء ربي ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ بمرضه الذي قبض فيه قالت عائشة فلما رجع من البقيع وجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول وارأساه قال بل أنا والله يا عائشة وارأساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت كأني بك والله لو فعلت ذلك فرجعت إلى بيتي فعرست ببعض نسائك فتبسم وتتام به وجعه وتمرض في بيتي فخرج منه يوما بين رجلين أحدهما الفضل بن العباس والآخر علي قال الفضل فأخرجته حتى جلس على المنبر ثم قال ناد بالناس فاجتمعوا إليه فحمد الله وكان أول ما تكلم به النبي أن صلى على أصحاب أحد فأكثر واستغفر لهم ثم قال
أيها الناس أن قد دنا مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذ منه ولا يخش الشحناء من قبلي فإنها ليست من شأني
ألا وإن أحكم إلي من أخذ مني حقا إن كان له أو حللني فلقيت ربي وأنا طيب النفس وقد أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا
ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع إلى المنبر فعاد لمقالته الأولى فادعى عليه رجل بثلاثة دراهم فأعطاه عوضها ثم قال