كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 185 @
أهل بيتي ثم نساؤهم ثم أنتم بعد أقرؤوا أنفسكم مني السلام ومن غاب من أصحابي فأقرؤوه مني السلام ومن تابعكم على ديني فأقرؤوه السلام
قال ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جرت دموعه على خديه اشتد برسول الله مرضه ووجعه فقال ائتوني بدواة وبيضاء أكتب لكم كتابا لا تضلون بعدي أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا إن رسول الله يهجر فجعلوا يعيدون عليه فقال دعوني فما أنا فيه خير مما تدعونني إليه فأوصى بثلاث أن يخرج المشركون من جزيرة العرب وأن يجازى الوفد بنحو مما كان يجيزهم وسكت عن الثالثة عمد أو قال نسيتها وخرج علي بن أبي طالب من عند رسول الله في مرضه فقال الناس كيف أصبح رسول الله فقال أصبح بحمد الله بارئا فأخذ بيده العباس بن عبد المطلب فقال أنت بعد ثلاث عبد العصا وإن رسول الله سيتوفى في مرضه هذا وإني لأعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب فاذهب إلى رسول الله فسأله فيمن يكون هذا المر فإن كان فينا علمناه وإن كان في غيرنا أمره فأوصى بنا فقال علي لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدا والله لا أسألها رسول الله أبدا قال فما اشتد الضحى حتى توفي رسول الله
قالت عائشة قالت أسماء بنت عميس ما وجعه إلا ذات الجنب فلو لددتموه ففعلوا فلما أفاق قال لما فعلتم هذا قالوا ظننا أن بك ذات الجنب قال لم يكن الله ليسلطها علي ثم قال لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأن أنظر إلا عمي وكان العباس حاضرا ففعلوا
قال أسامة لما ثقل رسول الله هبطت أنا ومن معي إلى المدينة فدخلنا عليه وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها علي فعلمت انه يدعو لي قالت عائشة وكنت أسمع رسول الله يقول كثيرا إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره قالت فلما احتضر كان آخر كلمة سمعتها منه وهو يقول بل الرفيق الأعلى قالت قلت إذا والله لا يختارنا وعلمت أنه تخير

الصفحة 185