كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 186 @
ولما اشتد مرضه آذنه بلال بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة فقلت إنه رجل رقيق وإنه متى يقم مقامك لا يطيق ذلك فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت نثل ذلك فغضب وقال إنكم صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فتقدم أبو بكر فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله خفة فخرج بين رجلين فلما دنا من أبي بكر تأخر أبو بكر فأشار إليه أن قم مقامك فقعد رسول الله يصلي إلى جنب أبي بكر جالسا فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي والناس يصلون بصلاة أبي بكر وصلى أبو بكر بالناس سبعة عشر صلاة وقيل ثلاثة أيام ثم إن رسول الله خرج في اليوم الذي توفي فيه إلى الناس في صلاة الصبح فكاد الناس يفتتنون في صلاتهم فرحا برسول الله وتبسم رسول الله فرحا لما رأى من هيئتهم في الصلاة ثم رجع وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله قد أفاق من وجعه ورجع أبو بكر إلى منزله بالسنح
قالت عائشة رأيت رسول الله وهو يموت وعنده قدح فيه ماء يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول اللهم أعني على سكرات الموت قال ثم دخل بعض آل أبي بكر وفقي يده سواك فنظر إليه نظرا عرفت أنه يريده فأخذته فلينته ثم ناولته إياه فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك قبله ثم وضعه ثم ثقل في حجري قالت فذهبت أنظر في وجهه وإذا بصره قد شخص وهو يقول بل الرفيق الأعلى فقبض قالت توفي وهو بين سحري ونحري فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله قبض في حجري فوضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي
ولما اشتد برسول الله وجعه ونزل به الموت جعل يأخذ الماء بيده ويجعله على وجهه ويقول واكرباه فتقول فاطمة واكربي لكربتك يا أبتي فيقول رسول الله لا كرب على أبيك بعد اليوم فلما رأى شدة جزعها استدناها وسارها فبكت ثم سارها الثانية فضحكت فلما توفي رسول الله سألتها عائشة عن ذلك قال أخبرني انه ميت فبكيت ثم اخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت وروي عنها أنها

الصفحة 186