@ 187 @
قالت ثم سارني الثاني وأخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة فضحكت وكان موته يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ودفن من الغد نصف النهار وقيل مات نصف النهار يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الأول
ولما توفي كان أبو بكر بمنزله بالسنح وعمر حاضر فلما توفي قام عمر فقال إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي وإنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا انه مات وأقبل أبو بكر وعمر يكلم الناس ولم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله وهو مسجى في ناحية البيت عليه بردة حبرة فكشف عن وجهه ثم قبله وقال بابي أنت وأمي طيب حيا وميتا أما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها ثم رد الثوب على وجهه ثم خرج وعمر يكلم الناس فأمره بالسكوت فأبى إلا أن يتكلم فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين } قال فوالله لكأن الناس ما سمعوها غلا منه قال عمر فوالله ما هو إلا إذا سمعتها فعقرت حتى وقعت على الأرض ما تحملني رجلاي وقد علمت أن رسول الله قد مات
ولما توفي رسول الله ووصل خبره إلى مكة وعامله عليها عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية استخفى عتاب وارتجت مكة وكاد أهلها يرتدون فقام سهيل بن عمر وعلى باب الكعبة وصاح بهم فاجتمعوا إليه فقال يا أهل مكة لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد والله ليتمن الله هذا الأمر كما ذكر رسول الله فلقد رأيته قائما مقامي هذا وحده وهو يقول قولوا معي لا إله إلا الله تدين لكم العرب وتؤدي إليكم العجم الجزية والله لتنفقن كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله فمن بين مستهزئ ومصدق فكان ما رأيتم والله ليكونن الباقي فامتنع الناس من الردة وهذا المقام الذي قاله رسول الله