كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 19 @
شريق الثقفي وكان حليفا لبني زهرة وهم بالجحفة يا بني زهرة قد نجى الله أموالكم وصاحبكم فارجعوا فرجعوا فلم يشهدها زهري ولا عدوي وشهدها سائر بطون قريش ولما كانت قريش بالجحفة رأى جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رؤيا فقال إني رأيت فيما يرى النائم رجلا أقبل على فرس ومعه بعير له فقال قتل عتبة وشيبة وأبو جهل وغيرهم ممن قتل يومئذ ورأيته ضرب لبة بعيره ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء إلا أسابه من دمه فقال أبو جهل وهذا أيضا نبي من بني المطلب سيعلم غدا من المقتول
وكان بين طالب بن أبي طالب وهو في القوم وبين بعض قريش محاورة فقالوا والله قد عرفنا أن هواكم مع محمد فرجع طالب إلى مكة فيمن رجع وقيل إنما كان خرج كرها فلم يوجد في الأسرى ولا في القتلى ولا فيمن رجع إلى مكة وهو الذي يقول
( يا رب إما يغزون طالب ... في مقنب من هذه المقانب )
( فليكن المسلوب غير السالب ... وليكن المغلوب غير الغالب )
ومضت قريش حتى نزلت بالعدوة القصوى من الوادي وبعث الله السماء وكان الوادي دهسا فأصاب رسول الله وأصحابه منه ما لبد لهم الأرض ولم يمنعهم المسير وأصاب قريشا منه ما لم يقدروا على أن يرحلوا معه فخرج رسول الله يبادرهم إلى الماء حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزله فقال الحباب بن المنذر بن الجموح يا رسول الله أهذا منزل أنز لكه الله ليس لنا أن نتقدمه أو نتأخره أم هو الرأي والحرب والمكيدة
قال بل هو الرأي والحرب والمكيدة قال يا رسول الله فإن هذا ليس لك بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء سواه من القوم فننزله ثم نغور ما وراءه من

الصفحة 19