كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 190 @
معه فقال لي عبد الرحمن شهدت أمير المؤمنين اليوم بمنى وقال له رجل سمعت فلانا يقول لو مات عمر لبايعت فلانا فقال عمر إني لقائم العشية في الناس أحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا الناس أمرهم قال فقلت يا أمير المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وهم الذين يغلبون على مجلسك وأخاف أن تقول مقالة لا يعوها ولا يحفظوها ولا يضعوها على مواضعها ويطيروا بها كل مطير ولكن أمهل حتى تقدم المدينة وتخلص بأصحاب رسول الله فتقول ما قلت متمكنا فيعوا مقالتك فقال والله لأقومن بها أول مقام أقومه بالمدينة قال
فلما قدمت المدينة هجرت يوم الجمعة لحديث عبد الرحمن فلما جلس عمر على المنبر حمد الله وأثنى عليه ثم قال بعد أن ذكر الرجم وما نسخ من القرآن فيه إنه بلغني أن قائلا منكم يقول لو مات أمير المؤمنين بايعت فلانا فلا يغرن امرءا أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فقد كانت كذلك ولك الله وقى شرها وليس منكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر وإنه كان خيرنا حين توفي رسول الله وإن عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة وتخلف عنا الأنصار بأسرها واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت له انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نحوهم فلقينا رجلان صالحان من الأنصار أحدهما عويم بن ساعدة والثاني معن بن عدي وكانا شهدا بدرا فقالا لنا ارجعوا اقضوا أمركم بينكم فقلنا والله لنأتينهم قال فأتينا الأنصار وهم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة وبين أظهرهم رجل مزمل قلت من هذا قالوا سعد بن عبادة فقلت ما شأنه قالوا وجع فقام رجل منهم فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فنحن الأنصار وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر قريش رهط بيننا وقد دفت إلينا دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يغصبونا الأمر

الصفحة 190