كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 20 @
ثم نبني عليه حوضا ونملأه ماء فنشرب ماء ولا يشربون ثم نقاتلهم ففعل رسول الله ذلك
فلما نزل جاءه سعد بن معاذ فقال يا رسول الله نبني لك عريشا من جريد فتكون فيه ونترك عندك ركائبك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا الله عليهم كان ذلك مما أحببناه وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد حبا لك منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعك الله بهم يناصحونك ويحاربون معك
فأثنى عليه خيرا ثم بني لرسول الله عريش وأقبلت قريش بخيلائها وفخرها فلما رآها قال اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني اللهم أحنهم الغداة
ورأى عتبة بن ربيعة على جمل أحمر فقال إن يكن عند أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا وكان خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري أو أبوه أيماء بعث إلى قريش حين مروا به ابنا له بجزائر أهداها لهم وعرض عليهم المدد بالرجال والسلاح
فقال قريش إن كنا إنما نقاتل الناس فما بنا من ضعف وإن كنا نقاتل الله كما زعم محمد فما لأحد بالله طاقة

الصفحة 20