كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 21 @
فلما نزلت قريش أقبل جماعة منهم حكيم بن حزام حتى وردوا حوض النبي فقال رسول الله اتركوهم فما شرب منه رجل إلا قتل يومئذ إلا حكيم نجا على فرس له يقال له الوجيه وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه وكان يقول إذا اجتهد في يمينه لا والذي نجاني يوم بدر ولما اطمأنت قريش بعثوا عمرو بن وهب الجمحي ليحزر المسلمين فجال بفرسه حولهم ثم عاد فقال هم ثلاثمائة يزيدون قليلا أو ينقصون ولقد رأيت البلايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ليس لهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم والله لا يقتل رجل منهم إلا يقتل رجلا منكم فإذا أصابوا أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رأيكم
فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في القوم فأتى عتبة بن ربيعة فقال يا أبا الوليد إنك كبير قريش وسيدها هل لك أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر
قال وما ذاك قال ترجع بالناس وتحمل دم حليفك عمرو بن الحضرمي قال قد فعلت على دمه وما أصيب من ماله فأت ابن الحنظلية يعني أبا جهل فلا أخشى أن يفسد أمر الناس غيره
فقام عتبة في الناس فقال إنكم ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا والله لئن أصبتموهم لا يزال رجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته قال حكيم بن حزام فانطلقت إلى أبي جهل فوجدته قد نثل درعا وهو يهيئها فأعلمته ما قال عتبة فقال انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد وما بعتبة ما قال لكن رأى ابنه أبا حذيفة فيهم وقد خافكم عليه ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي فقال له هذا حليفك يريد أن يرجع إلى مكة بالناس وقد رأيت ثأرك بعينك فانشد خفرتك ومقتل أخيك

الصفحة 21