كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 22 @
فقام عامر وصرخ واعمراه واعمراه فحميت الحرب واستوثق الناس على الشر فلما بلغ عتبة قول أبي جهل انتفخ سحره قال سيعلم المصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو ثم التمس بيضة يدخلها رأسه فما وجد من عظم هامته فاعتجر ببرد له وخرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي وكان سيئ الخلق فقال أعاهد الله لأشربن من حوضهم ولأهدمنه أو لأموتن دونه
فخرج إليه حمزة فضربه فأطن قدمه بنصف ساقه فوقع على الأرض ثم حبا إلى الحوض فاقتحم فيه ليبر يمينه وتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض ثم خرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ودعوا إلى المبارزة فخرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة كلهم من الأنصار فقالوا من أنتم قالوا من الأنصار فقالوا أكفاء كرام وما لنا بكم من حاجة ليخرج إلينا أكفاؤنا من قومنا فقال النبي قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث قم يا علي فقاموا ودنا بعضهم من بعض فبارز عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وكان أمير القوم عتبة وبارز حمزة شيبة وبارز علي الوليد فأما حمزة فلميمهل شيبة أن قتله وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما قد أثبت صاحبه وكر حمزة وعلي على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة إلى أصحابه وقد قطعت رجله فلما أتوا به النبي قال ألست شهيدا يا رسول الله قال نعم قال لو رآني أبو طالب لعلم أننا أحق منه بقوله
( ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل )
ثم مات وتزاحف القوم ودنا بعضهم من بعض وأبو جهل يقول اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لم نعرف فأحنه الغداة فكان هو المستفتح على نفسه وكان رسول الله

الصفحة 22